سورة الشعراء مكية كلها
  عليهم القمر فقال لقومه: ما هذا فقال علماؤهم إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا؛ فقال لهم موسى: وأيكم يدري قبره؟ قالوا: ما تعلمه إلا عجوز في بني إسرائيل فأرسل إليها فقال: دليني على قبره فقالت: والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي، قال لها: وما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة فأعطاها حكمها؛ فدلته عليه فاحتفره واستخرجوا عظامه، فلما أقلوها إذا الطريق مثل ضوء النهار.
  وروينا أن رسول الله ÷ نزل بأعرابي فأكرمه فقال له رسول الله ÷: «ما حاجتك؟» قال: ناقة أرحلها وعنز أحتلبها، فقال له رسول الله ÷: «أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل» فقال له أصحابه من عجوز بني إسرائيل؟ فذكر لهم حال هذه العجوز التي أحكمت على موسى أن تكون معه في الجنة.
  قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} وروي أن موسى لما بلغ البحر فأتبعه فرعون قال فتاهُ يوشع بن نون: أين أمرك ربك؟ قال: أمامك نسير إلى البحر ثم ذكر أنه أمر أن يضرب بعصاه البحر فضربه فانفلق له اثني عشر طريقاً وكانوا اثني عشر سبطاً لكل سبط طريق.
  وروينا أن موسى ضرب البحر بعصاه وقد مضى من النهار أربع ساعات وكان يوم الاثنين العاشر من المحرم وهو يوم عاشوراء، وقيل: إن البحر هو نهر النيل ما بين إيلة ومصر، وقطعوه في ساعتين فصارت ست ساعات {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ٦٣} أي كالجبل العظيم وكان الأسباط لا يرى بعضهم بعضاً فقال كل سبط: هلك أصحابنا فدعا موسى