البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الشعراء مكية كلها

صفحة 569 - الجزء 2

  ربه فجعل في كل حاجز مثل الكوى لينظر بعضهم بعضاً، وقيل كان طول الطريق فرسخاً وعرضها فرسخين.

  قوله تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ٦٤} أي قربنا فرعون وقومه إلى البحر. وقرئ (وأزلقنا) من زلق الأقدام وأغرق الله قوم فرعون حتى أزلقهم في طينه الذي في قعره.

  قوله تعالى: {... رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ٨٣} أي النبوة والرأي الصائب والعلم.

  {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤} أي ثناء حسناً وذكراً جميلاً في الأمم وولداً يقوم بعده بالحق.

  قوله تعالى: {... إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ٨٩} أي سليم من الشرك والريب فخلص في طاعة الله نفي من الشرك.

  قوله تعالى: {... فَكُبْكِبُوا فِيهَا} أي طرحوا في النار على وجوههم منكسين على رؤوسهم {وَالْغَاوُونَ ٩٤} يعني الآلهة التي يعبدون وفي الغاوين قولان أحدهما: المشركون، والثاني أحبار المشركين ورؤساؤهم.

  قوله تعالى: {... فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ١٠٠ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ١٠١} والحميم القريب والشقيق أيضاً يقال: حم الشيء إذا قرب ومنه الحُمّى لأنها تقرّب من الأجل، وإنما سمي القريب حميماً لأنه يحمي لصاحبه ويغضب لغضبه فجعل مأخوذاً من الحمية.

  قوله تعالى: {... وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ١١١} أي سفهاء الناس وأراذلهم من المرجومين أي بالشتم والقتل.

  {... فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا} أي اقض بيني وبينهم قضاء.

  قوله تعالى: {... أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةً تَعْبَثُونَ ١٢٨} ومعنى الريع الطريق ومنه قول المسيب بن غلس: