البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الشعراء مكية كلها

صفحة 570 - الجزء 2

  والآل يحفظها ويرفعها ... ريع يلوح كأنه سجل

  والسجل الثوب الأبيض والمكان، وقيل هو الفج بين الجبلين آية تعبثون والآية هي البنيان والأعلام، والعبث اللهو واللعب.

  قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ} أي القصور المشيدة قال الشاعر:

  تركن ديارهم منهم قفارا ... وهدمنا المصانع والبروجا

  وقيل إنها مأخذ للماء تحت الأرض ومنه قول لبيد:

  بلينا وما تبلى النجوم الطوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

  {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ١٢٩} أي كأنكم تخلدون باتخاذ هذه الأبنية.

  قوله تعالى: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ١٣٠} أي أقوياء والبطش الضرب والقتل بغير حق من الجبارين.

  قوله تعالى: {... إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ١٣٧} أي عبادة الأولين، ويحتمل أن يكون كذب الأولين.

  قوله تعالى: {... وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ١٤٨} أي المتلاصق بعضه ببعض الأطين والطلع مشتق من الطلوع وهو الظهور ومنه طلوع الشمس والقمر والنبات.

  قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ ١٤٩} وقرئ (فارهين) فمعنى فرهين بمعنى بطرين الأشرين ومعنى فارهين حاذقين عارفين أي ممن يأكل ويشرب قال لبيد:

  فإن سألتنا نحن فيما فإننا ... عصافير من هذا الأنام المسخر