سورة الشعراء مكية كلها
  كل فن من الكلام يأخذون وفي كل لغو يخوضون ومنه قول الشاعر:
  إني لمعتذر إليك من الذي ... أسديت إذ أنا في الضلال أهيم
  لأنهم يمدحون قوماً بباطل ويدعونهم باطل، {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ٢٢٦} يعني ما يذكرونه في أشعارهم من الكذب في مدح أو ذم أو تشبيه أو تشبيب.
  {إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} تقديره فإنهم لا يتبعونهم ولا يقولون ما لا يفعلون، قيل: لما نزلت هذه الآية أتى عبدالله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان فبكوا عنده وقالوا: هلكنا يا رسول الله فأنزل الله: {إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فقرأ الآية عليهم فلما بلغ إلى قوله: {إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فقال: «أنتم».
  {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} يعني في كلامهم {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧} أي وانتصروا بمعنى ردوا على المشركين ما كانوا يهجون به المؤمنين فقابلوهم على نصرة المؤمنين وانتقاماً من المشركين.
  قوله: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧} وهذا وعيد لكل كافر وشاعر وغير شاعر وسيعلمون يوم القيامة أي منقلب ينقلبون يعني أي مصير يصيرون أي مرجع يرجعون لأن مصيرهم إلى النار وهو شر مصير ومرجعهم إلى جهنم شر مرجع.