سورة النمل مكية
  وَالْأَرْضِ} وخبء السماوات المطر وخبء الأرض النبات وقرئ: ألا، وألاَّ؛ بالتخفيف والتثقيل.
  وفي قول الهدهد لذلك وجهان أحدهما: أنه وإن لم يكن ممن علم وجوب التكليف بالعقل فهو ممن قد تصور بما لهم من طاعة سليمان أنه نبي مطاع لا يخالف في قول ولا فعل، والثاني: أنه كان كالصبي منا إذا راهق فرآنا على طاعة الله ø تصور أن ما خالفها باطل، وكذلك الهدهد في تصوره أن ما خالف فعل سليمان باطل.
  قوله تعالى: {.. قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٢٧ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ} فأخذ الهدهد الكتاب بمنقاره فأتى مجلسها فجعل يدور فيه حتى ألقى الكتاب إليها {ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} أي قريباً منهم {فَانْظُرْ} وفيه تقديم وتأخير ومعنى الكلام: فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ٢٩} الكريم صاحبه وتسخير الطير له.
  قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣٠ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ٣١} وقيل إنه أول من استفتح بهذا الابتداء، وأما قوله: أن لا تعلوا علي فهكذا كانت كتب الأنبياء موجزة مختصرة مقصورة على الدعاء إلى الطاعة من غير بسط ولا إسهاب.
  أن لا تعلوا علي: أي لا تتكبروا علي ولا تمتنعوا مني وأتوني مسلمين أي موحدين لله ø، ويجوز أن يكون بمعنى طائعين مخلصين.
  {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي} أي أشيروا علي في هذا الأمر الذي نزل بي وقيل: هي أول من وضعت المشاور {مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا} أي ممضية أمراً، وقرئ: قاضية.