سورة النمل مكية
  قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} أي تشاءمنا بك وبمن معك وفي تطايرهم به وجهان أحدهما: لافتراق كلمتهم، والثاني: الشر الذي نزل بهم {قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} أي مصائبكم عند الله {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ٤٧} يعني تبتلون بطاعة الله ø وبمعصيته.
  قوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} يعني من ثمود قوم صالح وهم عاقر الناقة وكانوا بأرض الحجر وهي أرض الشام وكانوا من أشراف قومهم {يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ٤٨} يعني يفسدون بالمنكر ولا يصلحون بالمعروف، والثاني: يفسدون بالمعاصي ولا يصلحون بالطاعة.
  قوله تعالى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي لنقتلنه وأهله قبل البيات {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} ووليه رهط صالح وما شهدنا مهلك أهله أي قتله {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ٤٩} في إنكارنا لقتله.
  {وَمَكَرُوا مَكْرًا} وهموا بما هموا به من قتل صالح {وَمَكَرْنَا مَكْرًا} وهو أن رماهم الله بالحجارة فأهلكوا بها {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٥٠} بمكرنا قد شعرنا بمكرهم وقيل: وهم لا يشعرون بالملائكة الذين أنزلهم الله تعالى على صالح ليحفظوه من قومه حتى دخلوا عليه ليقتلوه فرمي كل واحد منهم بحجر حتى قتلوا جميعاً وسلم صالح من مكرهم.
  قوله تعالى: {... فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} يعني ذات غضارة وحسن {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} أي ما كان في قدرتكم أن تخلقوا منها {أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} يعني أن ليس مع الله إله، والثاني: أئله مع الله يفعل مثل هذا الفعل {بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ٦٠} عن الحق ويشركون بالله ø فيجعلون له عدلاً أي مثلاً.