سورة القصص
  فرعون واسمه شمعون {قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} يعني يتشاورون في قتلك قال النمر بن تولب:
  أرى الناس قد أحدثوا شبهة ... وفي كل حادثة تؤمر
  وقيل يأمر بعضهم بعضاً بقتلك ومنه قوله تعالى: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ}[الطلاق: ٦]، أي ليأمر به بعضكم بعضا.
  قوله تعالى: {... وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} قيل إنه عرض لموسى أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك {قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ٢٢} أي قصد الطريق إلى مدين ومدين كان عليه قوم شعيب.
  قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ} قيل لما خرج موسى من مصر وبينه وبينها ثلاث(١) ليال ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر خرج حافياً فما وصل حتى وقع خف قدميه {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} أي جماعة يسقون غنمهم ومواشيهم {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ} يعني تحبسان قال الشاعر:
  أذود على باب القوافي كأنما ... أذود بها سرباً من الوحش ترعى
  ويجوز أن يكون بمعنى تمنعان كما قال الشاعر:
  لقد سلبت عصاك بنو تميم ... فما تدري بأي عصا تذود
  وفي ذودهما ثلاثة أقاويل أحدهما: يعني أنهما تحبسان عنها عن الماء لضعفهما عن زحام الناس. والثاني: أنهما تذودان الناس عن غنمهما عن أن
(١) نخ: ثمان.