سورة القصص
  والعصبة فيها أقاويل أحدها: أنها عشرة لقول أخوة يوسف: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}[يوسف: ٨]، وقيل إنها سبعون رجلاً، وقيل إنها أربعون رجلاً، وقيل ما بين العشرة إلى خمسة عشر {أُولِي الْقُوَّةِ} يعني أولي الشدة {إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ} فيه قولان أحدهما أنه قول المؤمنين منهم، والثاني: أنه قول موسى {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ٧٦} أي لا ينظر إليهم.
  قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا ءَاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ} يعني اعمل ما أنت عامل للجنة {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} أن تعمل لآخرتك والنصيب الحظ {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} أي وأحسن فيما افترض الله عليك كما أحسن في إنعامه عليك ويجوز أن يكون المعنى اعط فضل مالك كما زادك على قدر الحاجة {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} أي لا تعمل فيها بالمعاصي {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ٧٧}.
  قوله تعالى: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أي على علم بوجه المكاسب.
  قوله: {وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ٧٨} وهذا في بعض المواقف لأن من المواقف ما لا يسأل أحد فيه عن ذنبه.
  قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} أي في حشمه وتبعه عليهم المعصفرات وكان أول يوم رؤيت المعصفرات فيه {قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} تمنوا مثل ما له رغبة في الدنيا {إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٧٩} أي لذو درجة عظيمة وجد عظيم.
  قوله تعالى: {.. فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} وذلك لأن موسى شكا على الله تعالى من قارون وشيعته وفسادهم فخسف الله بقارون وكنوزه وأهل ولايته.
  قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ