البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[سورة العنكبوت]

صفحة 601 - الجزء 2

[سورة العنكبوت]

  قال الإمام الناصر لدين الله #:

  روينا عن أمير المؤمنين ~ أن هذه السورة سورة العنكبوت نزلت بين مكة والمدينة.

  : قوله تعالى: {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢} معناه أظن الذين آمنوا أن يتركوا فلا يختبروا أصدقوا أم كذبوا وأن لا يؤذوا ولا يقتلوا وهذه الآية نزلت في ناس من أهل مكة خرجوا للهجرة فعرض لهم المشركون فرجعوا فنزلت الآية فيهم؛ فلما سمعوها خرجوا للهجرة فقتل منهم من قتل وخلص منهم من خلص فنزلت فيهم: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩}. وقيل: إنها نزلت في عمار بن ياسر ومن كان يعذب في الله بمكة.

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} فيه وجهان أحدهما: بما افترضه عليهم، والثاني: بما ابتلاهم الله {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ٣} معناه فليظهرن الله تعالى لرسوله صدق الصادقين بما ابتلاهم الله.

  قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} يعني الشرك وهم اليهود والنصارى {أَنْ يَسْبِقُونَا} أن يعجزونا {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ٤} أي ساء ما يقضون ويظنون.

  قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ} ويرجو يعني يأمل ويجوز أن يكون بمعنى يخشى ولقاء الله ثوابه ورحمته {فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ} يعني الجزاء في القيامة {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٥} يعني السميع لمقالتهم العليم بمعتقدهم.