[سورة العنكبوت]
  أنهم كانوا يخذفون من مر بهم ويسخرون منه.
  قوله تعالى: {... مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} يعني آلهة من الأصنام والأوثان التي يعبدونها {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} يعني أنهم عبدوا ما لا يغني عنهم شيئاً كبيت العنكبوت الذي لا يدفع عنه شيئاً وهو من أبلغ الأمثال فيهم {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} لأنه لا يستر الأبصار ولا يدفع الإيذاء.
  قوله تعالى: {... اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ} يعني القرآن، وهذا خطاب للنبي ÷ أن يتلو ما نزل منه على أمته {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} هي الصلاة المفروضة {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} وهي كل ما فحش فعله وقبح مسموعه، المنكر هو الشرك وكلما أنكره العقل والشرع من المحظورات.
  وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «من لا تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا» {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} أي أفضل وأجل من كل ذكر.
  قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وذلك أن الله تعالى أمر بالكف عنهم عند بذل الجزية منهم وقتالهم إن أبوا {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} وهم أهل الحرب ومن منع الجزية منهم وأقاموا على كفرهم بعد قيام الحجة عليهم والآية التي فيها النهي عن المجادلة منسوخة بآية السيف {وَقُولُوا ءَامَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ٤٦}.
  وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «كان أهل التوراة يقرأون الكتاب بالعبرانية فيفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله ÷: لا تصدقوا أهل الكتاب وقولوا: {ءَامَنَّا