سورة الروم مكية بالاتفاق
  كتاب مثلهم. والثالث: لأنهم مقدمة لنصرهم على المشركين ينصر من يشاء من أوليائه لأن نصره مختص بغلبة أوليائه لأعدائه.
  قوله تعالى: {.. يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فيه وجهان أحدهما: يعلمون أمر معايشهم متى يزرعون ومتى يحصدون وكيف يغرسون وكيف يبنون. والثاني: ظاهر الحياة الدنيا ما لا يسعهم جهله من التكاليف من غير تحقيق منهم لها {وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ٧} أي عما أعد الله لهم في الآخرة من ثواب على طاعة وعقاب على معصية. والثاني: عما أمرهم الله به من طاعة وألزمهم إياه من عبادة.
  قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} يحتمل ثلاثة أوجه أحدها: إلا بالعدل. والثاني: إلا بالحكمة. والثالث: إلا بأن استحق عليهم الطاعة والشكر وفيه وجه رابع معناه: إلا بالحق بالثواب والعقاب {وَأَجَلٍ مُسَمًّى} فيه وجهان أحدهما: قيام الساعة. والثاني: أجل كل مقدور له على ما قدر فدل بذلك على أمرين دل به على الفناء، ودل على أن لكل مخلوق أجلاً.
  قوله تعالى: {... ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} أي كفروا السوء عذاب جهنم وكلما يسؤهم من أليم العقاب {أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} أي لأن كذبوا بآيات الله وفي تكذيبهم وجهان أحدهما: تكذيبهم لرسول الله ÷ وما أنزل عليه من القرآن، والثاني: تكذيبهم بما أوعده أهل المعاصي من النار والعذاب {وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ١٠} أي بالآيات يبلس المجرمون قيل إن الإبلاس الإياس وقيل هو الندامة والحسرة، وقد مر الاستشهاد فيه.
  قوله تعالى: {... فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ١٥} يعني يكرمون وينعمون، والحبرة عند العرب السرور والفرح قال العجاج: