البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الروم مكية بالاتفاق

صفحة 610 - الجزء 2

  الحمد لله الذي أعطى الحبر

  وأما الروضة فهي البستان المتناهي منظراً وحسناً وطيباً ولم يكن عند العرب أحسن منها منظراً ولا أطيب منها ريحاً قال الأعشى:

  يا روضة من رياض الحسن معشبة ... خضراء جال عليها مسبل هطل

  يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... موزر بنعيم النبت مكتحل

  يوما بأطيب منها نشر رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنى الأصل

  قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ١٦} أي نازلون مخلدون فيه.

  قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧} فيه قولان أحدهما: فسبحوا الله حين تمسون وحين تصبحون. والثاني: معناه فصلوا لله، وفي تسمية الصلاة بالتسبيح وجهان أحدهما: لما تضمنتها من التسبيح والركوع والسجود. والثاني: مأخوذ من السبحة والسبحة الصلاة لقول رسول الله ÷: «يكون لكما سبحة» وقوله: {حِينَ تُمْسُونَ} عنى به صلاة المغرب والعشاء {وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧} صلاة الصبح {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي الحمد لله على نعمه. والثاني: الصلاة لله لاختصاصها بقراءة الحمد والفاتحة {وَعَشِيًّا} يعني بعد صلاة العصر {وَحِينَ تُظْهِرُونَ ١٨} يعني بعد صلاة الظهر وإنما خص صلاة الليل بالتسبيح وصلاة النهار باسم الحمد لأن الإنسان في النهار متقلب في أحوال توجب حمد الله عليها، وفي الليل على خلوة توجب تنزيه الله من الأسواء فيها فلذلك صار الحمد في ا لنهار أخص فسميت به