سورة الروم مكية بالاتفاق
  بالجدب مواتاً {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} لأن القادر على إحياء الأرض الموات قادر على إحياء الأموات استدلالاً بالشاهد على الغائب.
  قوله ø: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} يعني فرأوا السحاب مصفراً لأن السحاب إذا كان كذلك لم يمطر، ويجوز فرأوا الزرع مصفراً بعد اخضراره {لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ ٥١} ومعنى ظل أنه أوقع الفعل في صدر النهار وهو الوقت الذي فيه الظل لأنه وقت يختص بأهم الأمور لتقديمه على نية من الليل وكذلك قولهم: أضحى يفعل لكن قد يعبر بقولهم ظل يفعل عن فعل أول النهار وآخره تسامحاً واتساعاً وقلما يستعمل قوله: أضحى يفعل إلا في صدر النهار دون آخره.
  قوله ø: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} والموتى هم الذين يموتون على كفرهم وهم الصم الذين تولوا عن الهدى فلم يسمعوه وهذا مثل ضربه الله تعالى للكافر بالميت فكما أن الميت إذا خوطب لم يسمع والأصم إذا دعي لم يسمع كذلك الكافر لا يسمع الوعظ لأن الكفر قد أماته والضلال قد أصمه.
  قوله ø: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ٥٢} والأصم لا يسمع الدعاء لا مقبلاً ولا مدبراً ولكن إذا دعي مقبلاً فقد يفهم الإشارة وإن لم يسمع الصوت وإذا دعي مدبراً لا يفهم الإشارة ولا يسمع الصوت فلذلك حاله مدبراً أسوأ فذكر بأسوأ حاله.
  قوله ø: {.. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} يعني من نطفة {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً} يعني شباباً {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا} يعني هرماً {وَشَيْبَةً} لأن بياض الشعر نذير بالفناء كما قال الشاعر:
  رأيت الشيب من نذر المنايا ... بصاحبه وحسبك من نذير