البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الروم مكية بالاتفاق

صفحة 618 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ} يعني الكفار إلى النار {مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} يعني استقلالاً لأجل الدنيا لما عاينوا ....

  {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ} وهم الشهداء الأئمة من آل الرسول $ {لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} أي فيما بيانه وتفسيره في كتاب الله وفي لبثهم أي في إقامتهم في دار الدنيا {فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ} يعني الذي كذبتم في دار الدنيا {وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٥٦} في الدنيا أن البعث حق وقد علمتم الآن أنه حق. {فَيَوْمَئِذٍ} يعني يوم القيامة {لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ} يعني عذرهم الذي اعتذروا به في تكذيبهم {وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ٥٧} أي لا يستتابون ويحتمل ولا يطلب منهم العتبى وهو أن يردوا إلى دار الدنيا ليعتبوا أو ليتوبوا.

  {.. فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} هذا خطاب لرسول الله ÷ ومعناه: إن وعد الله حق في نصرك وتأييدك والانتقام من أعدائك حق {وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ٦٠} أي لا يستفزنك ولا يستعجلنك.

  وروينا أن أمير المؤمنين علياً # كان في صلاة الصبح وكان خلفه رجل من الخوارج فقال له الخارجي: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٦٥}⁣[الزمر]، فقال أمير المؤمنين: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ٦٠}.