سورة لقمان # مكية
  قال: نعم الحديد. قالوا: هل خلقت أشد من الحديد؟ قال: نعم النار. قالوا: هل خلقت خلقاً هو أشد من النار؟ قال: نعم الماء. قالوا: هل خلقت خلقاً هو أشد من الماء؟ قال: نعم الريح. قالوا: هل خلقت خلقاً هو أشد من الريح؟ قال: نعم هوا ابن آدم.
  {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} أي فرق فيها من كل دابة وهي الحيوان سمي بذلك لدبيبه على الأرض ودبيبه حركته {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ١٠} يعني أن الناس نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم. والثاني أن النبات أشجارها وزرعها، والزوج هو النوع، والكريم الحسن.
  قوله تعالى: {.. وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} ولقمان كان عبداً لله صالحاً هداه الله فاهتدى ووفقه للمعرفة والحكمة، وكان عبداً حبشياً راعياً فرأى رجلاً يعرفه قبل ذلك فقال: ألست عبد بني فلان الذي كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: ما بلغ بك ما أرى؟ قال: طاعة الله ø وأداء الأمانة وصدقي في الحديث وتركي ما لا يعنيني.
  وقيل: إن سيده أمره أن يذبح شاة ويأتيه بأطيبها فأتاه باللسان والقلب؛ فقال له: ما كان فيها شيء أطيب منهما؛ ثم أمره فذبح شاة فقال: ائتيني(١) بأخبثها؛ فألقى اللسان والقلب؛ فقال له: أمرتك تأتيني بأطيب مضغتين فأتيتني باللسان والقلب، وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين فألقيت باللسان والقلب. فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
(١) نخ: إلق.