سورة لقمان # مكية
  والحكمة التي أوتيها هي الفهم والعقل والإصابة في القول {أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} يعني نعمه وفي شكره وجهان أحدهما: هو حمده على نعمه. والثاني: هو طاعته على ما أمره به {وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} أي يعود نفع شكره إلى نفسه لأن يزداد من النعمة إذا زاد من الشكر {وَمَنْ كَفَرَ} يعني بنعمة الله ø {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} عن خلقه {حَمِيدٌ ١٢} في فعله، ويجوز أن يكون المعنى غني عن شكره مستحمداً إلى خلقه.
  قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ} وقيل كان اسم ابنه أنعم وقيل مشكم {وَهُوَ يَعِظُهُ} أي يذكره ويؤدبه {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣} يعني عند الله وسماه ظلماً لأنه قد ظلم به نفسه.
  قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ} يعني براً بهما وتحنناً عليهما، وهذه الآية عامة وإن جاءت بلفظ خاص والمراد به جميع الناس {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} أي جهد على جهد، شعراً:
  قل للعواذل من ناه فيزجرها ... إن العواذل فيها الأفن والوهن
  يعني الضعف ضعف الولد حالاً بعد حال فضعفه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم سوياً ثم مولوداً ثم رضيعاً ثم فطيماً {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} يعني بالفصال الفطام من رضاع اللبن واختلف في حكم الرضاع بعد الحولين هل يكون في التحريم كحكمه في الحولين فعندنا أنه لا يحرم بعد الحولين لتقدير الله تعالى بالحولين ولقول رسول الله ÷: «لا رضاع بعد الحولين».
  {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} أي واشكر لله بالحمد والطاعة واشكر الوالدين بالبر والصلة إن الله تعالى قرن بين حقه وحق الوالدين فقال اشكر لي ولوالديك {إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤} يعني إلى الله تعالى فيجازي المحسن على