البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة لقمان # مكية

صفحة 622 - الجزء 2

  إحسانه بالجنة والمسيء بالنار، وقد روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «رضى الرب مع رضى الوالدين وسخط الرب مع سخط الوالدين».

  قوله ø: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ أي أراداك عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} معناه أنك لا تعرف لي شريكاً {فَلَا تُطِعْهُمَا} يعني في الشرك والكفر {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} أي إحساناً تعودهما إذا مرضا وتتبعهما إذا ماتا وتواسيهما مما أعطاك الله ø {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} يعني أقبل إلي بقلبه مخلصاً.

  قوله تعالى: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} وهذا مثل ضربه الله تعالى بمثقال حبة من خردل في الوصف المراد به تقليل العمل من خير أو شر {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} أي يعلمها الله فيأتي بها إذا شاء كذلك قليل العمل من خير وشر يعلمه الله فيجازي عليه {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ١٦} باستخراجها خبير بمكانها.

  قوله تعالى: {.. وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} وهو إعراض الوجه عن الناس تكبراً، قال الشاعر:

  وكنا إذا الجبار صعّر خده ... أقمنا له من داره فيقوما

  قوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي بالخيلاء والعظمة والبطر والأشر {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨} المختال المتكبر والفخور المتطاول على الناس بنفسه المفتخر عليهم بما يصنعه في مناقبه.

  {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي لا تسرع فيه وذلك لما روينا عن رسول الله