البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة لقمان # مكية

صفحة 624 - الجزء 2

  الله ويخلص بدينه إليه {وَهُوَ مُحْسِنٌ} يعني في عمله {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} هي كتاب الله ø والهداة من ولد الرسول ÷ لأنهما السبب بين الله تعالى وبين الخلق {وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ٢٢} معناه وعند الله ثواب ما صنعوا.

  قوله تعالى: {... وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} وفي سبب نزولها قولان أحدهما: أن المشركين قالوا إنما هو كلام يعني القرآن يوشك أن ينفد فأنزل الله تعالى هذه الآية يعني أنه لو كان شجر الأرض أقلاماً ومع البحر سبعة أبحر مداداً لانكسرت الأقلام ونفد ماء البحر قبل أن تنفد عجائب ربي وحكمته وعلمه.

  والثاني: ما روي أن رسول الله ÷ لما قدم المدينة قال له أحبار اليهود: يا محمد أرأيت قولك: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ٨٥}⁣[الإسراء]، إيانا تريد أم قومك؟ فقال: «كل لم يؤت من العلم إلا قليلاً أنتم وهم» قالوا: فإنك تتلو فيما جاءك من الله فإنا قد أوتينا التوراة وفيها بيان كل شيء، فقال رسول الله ÷: «إنها في علم الله قليل» فأنزل الله تعالى هذه الآية.

  قوله تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} الآية يقال إنها نزلت في أبي بن خلف وأبي الأسد بن عبد يغوث ومنبه ونبيه ابني الحجاج قالوا للنبي ÷: إن الله خلقنا أطواراً ثلاثة علقة ثم مضغة ثم عظاماً ثم تقول أنا نبعث خلقاً جديداً ونجمع في ساعة واحدة فأنزل الله تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ٢٨}.

  قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي