سورة سبأ مكية
  لكفرانهم للنعم وجحدانهم للرسل الذين بعثوا إليهم {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} أي يتحدث الناس بما كانوا فيه من نعيم وما صاروا إليه من هلاك حتى ضرب بهم المثل فقيل: تفرقوا أيدي سبأ {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} يعني مزقوا بالتفرق والتباعد أما غسان فلحقوا بالشام وأما خزاعة فلحقوا بمكة وأما الأوس والخزرج فلحقوا بيثرب، وأما الأزد فلحقوا بعمان {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ١٩} صبار على البلوى شكور على النعماء.
  قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} وإبليس هو يمدهم في الضلال وإمدادهم على غوايتهم فلما تبعوه على ضلاله صدق ظنه فيهم وظنه أن يغويهم وفي الضلال يرديهم {فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢٠} يعني فاتبعوه على كفره إلا القليل وهم المؤمنون.
  {... وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} يعني أنه ليس أحد من الأنبياء والأوصياء يشفع في العصاة المذنبين وإنما الشفاعة لمن أذن له وهم الأنبياء والأوصياء في المطيعين لله المؤمنين {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} يعني إخراج ما فيها من الخوف والفزع {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} يعني أن ما قيل لنا في دار الدنيا من الوعد والوعيد والبعث والنشور والجنة والنار هو حق [و] قول صدق.
  قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} فرزق السماوات المطر ورزق الأرض النبات {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤} وأو بمعنى الواو.
  قوله تعالى: {.. قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا} يعني يوم القيامة {ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا} أي يقضي بيننا لأنه بالقضاء يفتح وجه الحكم قوله: {بِالْحَقِّ} يعني بالعدل