البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة فاطر مكية

صفحة 667 - الجزء 2

  من يتحمل عنها شيئاً من ذنوبها لم تجده {وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} ولو كان المدعو للتحمل قريباً مناسباً {إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} يعني بالتصديق بالآخرة.

  قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ١٩} وهذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر كما أنه لا يستوي الأعمى والبصير ولا تستوي {الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ٢٠ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ٢١} وكذلك لا يستوي المؤمن ولا الكافر، والحرور الريح الحارة كالسموم والحرور يكون بالليل والنهار والسموم لا يكون إلا بالنهار {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ} والأحياء هم المؤمنون الذين أحياهم الإيمان والأموات الذين أماتهم الكفر {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ} أي يسمع الوعظ من يشاء من خلقه {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ٢٢} وهذا مثل وتقديره كما أنك لا تسمع الموتى في القبور كذلك لا تسمع الكافر.

  قوله تعالى: {.. إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ} أي بالقرآن {بَشِيرًا وَنَذِيرًا} بشيراً بالجنة للمطيعين ونذيراً من النار للمذنبين {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ٢٤} أي سلف فيها نبي.

  {... أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} وفيه مضمر محذوف وتقديره مختلف ألوانها ومطعومها وروائحها فاقتصر منها على ذكر اللون لأنه أظهر {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ} والجدد الخطط واحدها جُدَّة ومنه قول زهير:

  كأنه أشفع الجدين ذو جدد ... طاف تربع بعد الطيف عريانا

  {بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ٢٧} والغرابيب الشديد السواد الذي لونه كلون الغراب ومنه قوله ÷: