سورة فاطر مكية
  «إن الله يبغض الشيخ الغربيب» يعني الذي يخضب بالسواد وفيه تقديم وتأخير وتقديره: وسود غرابيب.
  {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ} كذلك مختلف أحوال العباد ثم قال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ومن لم يخش الله فليس بعالم، قال الإمام الناصر لدين الله #: إن فاتحة الزبور رأس الحكمة خشية الله تعالى.
  قوله تعالى: {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ٢٩} يعني بالتجارة الجنة ولن تبور لن تكسد ولن تفسد.
  قوله تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ} يعني ثواب أعمالهم {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} لمضاعفة حسناتهم {إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ٣٠} أي غفور للذنب بالتوبة شكور للطاعة ووصفه بأنه شكور مجاز معناه أنه مقابل بالإحسان مقابلة الشكور.
  {.. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} وهذه خاصة في رسول الله ÷ وخيار أهل بيته من كان منهم على طريقه ومتبعاً لسنته فإن الله سبحانه اصطفاهم لوراثة الكتاب وائتمنهم عليه وحكم لهم به إلا من ظلم بفسقه وقطع إرثه وبخس حظه فلا وراثة له {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} والمقتصد المتوسط في الطاعات {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} وهو صاحب المنزلة العليا في الطاعات، وإنما بين بهذه الآية درجاتهم وأوضح وراثتهم.
  {.. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} يعني تعب الدنيا وهمومها ومحنها وغمومها.
  {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ} ودار المقامة في الجنة {لَا يَمَسُّنَا