سورة فاطر مكية
  فِيهَا نَصَبٌ} أي تعب {وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ٣٥} واللغوب الإعياء.
  {.. وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} يعني يستغيثون فيها {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} أي نؤمن بدل الكفر ونطيع بدل المعصية {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} روينا عن أمير المؤمنين ~ أن التعمير في هذا المكان ستون سنة.
  قوله تعالى: {.. هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ} والخلف هو التالي للمتقدم وهذه الآية نزلت في الحجج من ولد رسول الله ÷ كلما مضى منهم إمام خلفه إمام آخر وهذا دليل على ن الله تعالى لا يخلي أرضه من حجة أو إمام {فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} أي فعليه عقاب كفره.
  قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} وأراد بالشركاء ما عبد من دون الله من صنم ووثن لأنهم أشركوا في العبادة {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ} يعني في خلق السماوات أي حتى صاروا شركاء في خلقها {أَمْ ءَاتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ} فيه تأويلان أحدهما: أم أنزلنا عليهم كتاباً بأن الله تعالى لا يعذبهم على كفرهم فهم واثقون به، والثاني: أم أنزلنا عليهم كتاباً بما هم عليه من الشرك فهم على احتجاج به {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ٤٠} يعني يغرر بعضهم بعضاً بما لا ينفعهم من الأعمال.
  قوله تعالى: {.. وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} هم قريش أقسموا قبل أن بعث الله رسول الله ÷ إليهم حين بلغهم أن أهل الكتب كذبوا رسلهم فلعنوا من كذب نبيه منهم وحلفوا بالله جل اسمه