سورة يس مكية
  إلهاً، والثاني: تكذبون في أن تكونوا رسلاً.
  قوله تعالى: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ١٦} فإن قيل: فعلم الله بهم لا يكون حجة عند الكفار لهم؟ قيل: يحتمل ذلك وجهين أحدهما: يعلم إنا إليكم لمرسلون بما يظهر لنا من المعجزات. والثاني: معناه تمكين ربنا لنا إنما هو لعلمه بصدقنا {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ١٧} يعني الإعجاز الدال على صحة الرسالة إعلاماً للقوم أن الذي على الرسل إليهم إبلاغ الرسالة وليس عليهم الإجابة وإنما الإجابة على المدعوين دون الداعين.
  قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} أي تشآمنا بكم {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ} يعني لنرجمنكم بالحجارة ويحتمل أن يكون الرجم في هذا المكان بمعنى الشتم {وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١٨} يعني التعذيب المؤلم {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} أي الشؤم معكم إن أقمتم على الكفر {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ١٩} في تطيركم وكفركم.
  قوله ø: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} وهو حبيب النجار {قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ٢٠} وإنما علم صدق نبوتهم لأنهم لما دعوه قال: أتأخذون على هذا أجراً؟ قالوا: لا، فاعتقد صدقهم وآمن بهم. {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ٢١} يعني فاهتدوا بهدايتهم.
  قوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} أي خلقني {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٢} أي تبعثون. فإن قيل: فكيف أضاف إلى نفسه إليهم وهو معترف أن الله تعالى قد فطرهم جميعاً ويبعثهم إليه جميعاً؟
  قيل: لأن خلق الله تعالى نعمة عليهم يوجب الشكر والبعث في القيامة وعند تقتضي الزجر فكان إضافة النعمة إلى نفسه أظهر شكراً وإضافة