البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يس مكية

صفحة 674 - الجزء 2

  الزجر إلى الكافر أبلغ أثراً.

  وروينا أنه لما قال لهم: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢٢} وثبوا وثبة رجل واحد فقتلوه وهو يقول: يا رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

  قوله تعالى: {... إِنِّي ءَامَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ٢٥} وخاطب بهذا الكلام قومه ومعناه إني آمنت بربكم الذي كفرتم به فاسمعوا قولي.

  قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ٢٦ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} في هذا تأويلان أحدهما أنه تمنى أن يعلموا بحاله ليعلموا حسن مآبه وحميد عاقبته. والثاني: أنه تمنى ذلك ليؤمنوا مثل إيمانه فيصيروا إلى مثل حاله وهذه غاية النصيحة لأنه نصحهم حياً وميتاً.

  قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ} والجند الملائكة الذين ينزلون بالوحي على الأنبياء {وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ٢٨} أي فاعلين.

  {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} والصيحة العذاب {فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ٢٩} أي ميتون {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} يعني يا حسرة العباد على أنفسهم {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٣٠} واستهزاؤهم قيل العذاب.

  {.. وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ٣٢} يعني الماضين والباقين محضرون للثواب والعقاب.

  قوله: {.. وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ٣٤ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٣٥} أي وما تعمله أيديهم من الأنهار التي أجراها الله لهم ويحتمل وما لم تعمله أيديهم من الزرع الذي أنبته الله