البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يس مكية

صفحة 676 - الجزء 2

  والفلك السفن الكبار والمشحون المملو والمحمول هم الآباء حملهم الله تعالى في سفينة نوح. والثاني: ما روينا عن أمير المؤمنين علي # أن الذريات النطف والسفن أرحام الأمهات {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ ٤٢} يعني أنه خلق مثل سفينة نوح ما يركبونه من السفن والثاني أنها الإبل خلقها لهم في البر مثل السفن المركوبة في البحر والعرب تشبه الإبل بالسفن قال طرفة:

  كأن خدوج المالكية غدوة ... حلايا سفين بالنواضح من دد

  قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ} يعني فلا مغيث لهم {وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ ٤٣} يعني من العذاب {إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ٤٤} يعني إلى الموت ويجوز إلى يوم القيامة.

  قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ} فيه تأويلان أحدهما: ما مضى بين أيديكم من الذنوب وما خلفكم ما يأتي من الذنوب، والثاني: ما بين أيديكم من الدنيا وما خلفكم من الآخرة وعذابها. والثالث: ما بين أيديكم من عذاب الله لمن تقدمكم من عاد وثمود وما خلفكم من أمر الساعة {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ٤٥} أي لكي ترحموا ولا تعذبوا ولهذا الكلام جواب محذوف تقديره: وإذا قيل لهم أعرضوا عنه.

  قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ ءَايَةٍ مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِمْ} يجوز أن يكون المراد بالآية القرآن، ويجوز أن يكون المراد بها المعجزة.

  {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ} هذه الآية في كل كافر وجاحد لنعم الله إذا أمروا أن يطعموا الفقراء والمساكين قالوا: {أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ