سورة يس مكية
  يَأْكُلُونَ ٧٢} يعني لحوم المأكول منها.
  {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} يعني ما يتخذ من أوبارها وأصوافها وأشعارها {وَمَشَارِبُ} يعني يشرب ألبانها {أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٧٣} يعني رب هذه النعم بتوحيده وطاعته.
  قوله تعالى: {.. وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ٧٥} يعني أن المشركين عون لأوثانهم محضرون يعني إلى النار لأنهم غضبوا لآلهتهم وآلهتهم لم تنصرهم.
  قوله تعالى: {.. أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} في هذه الآية قولان أحدهما أنها نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي أتى النبي ÷ يجادله في بعث الموتى. والثاني: أنها نزلت في العاص بن وائل أخذ نطفاً من البطحاء ففتها في يده ثم قال للنبي ÷: أيحيي الله هذا بعدما أرى؟ فقال النبي ÷: «نعم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك جهنم» {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ٧٧} أي مجادل في الخصومة مبين بالحجة يريد أنه صار بعد أن لم يكن شيئاً مذكوراً خصيماً مبيناً فاحتمل ذلك أمرين أحدهما أن ينبه الله بذلك على نعمه عليه.
  والثاني: أن يدله بذلك على إحياء الموتى كما ابتدأه بعد أن لم يكن شيئاً.
  قوله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ} وهو من قدمنا ذكره، ويحتمل قوله ونسي خلقه وجهين؛ أحدهما: أي ترك خلقه أن يستدل به. والثاني: تنبيهاً على الاعتبار به.
  {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ٧٨} استبعاد أن يكون خلقاً جديداً فأمر الله تعالى نبيه أن يجيبه بما فيه دليل لأولي الألباب: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي فمن قدر على إنشائها أول مرة من غير شيء فهو قادر على إعادته في النشأة الثانية من شيء {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ