البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يس مكية

صفحة 682 - الجزء 2

  عَلِيمٌ ٧٩} أي كيف يبدئ ويعيد.

  قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا} أي الذي جعل النار المحرقة في الشجر الرطب المطفى وجمع بينهما مع ما فيهما من المضادة لأن النار تأكل الحطب وأقدركم على استخراجها هو القادر على إعادة الأموات وتجميع الرفات، ويحتمل ذلك منه وجهين أحدهما: أن ينبه الله سبحانه وتعالى بذلك على قدرته الذي لا يعجز بها شيء. والثاني: أن يدل بها على إحياء الموتى كما أحيت النار بالإذكاء.

  قوله تعالى: {.. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢} فيه تأويلان أحدهما: أن يؤمر فيؤخذ. والثاني: أن ليس أخف من كلام العرب من ذلك ولا أهون فجعله الله تعالى مثلاً لأمره في السرعة {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} يعني خزائن كل شيء ويجوز ملك كل شيء وفيه مبالغة {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٨٣} يوم القيامة.