البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الصافات مكية

صفحة 684 - الجزء 2

  والأوقات، وزينة السماء الدنيا». {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ ٧} المتجرد من الخير.

  قوله تعالى: {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} لأن الجن منعت بها أن تسمع أخبار السماء وكلام الملائكة والملأ الأعلى الملائكة {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ٨} أي يرمون من كل مكان {دُحُورًا} والدحر الدفع بعنف.

  قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ} يعني إلا من استرق السمع مأخوذ من الاختطاف وهو الاستلاب بسرعة {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ١٠} والثاقب المستوقد من قولهم أثقب زندك أي استوقد نارك قال الشاعر:

  بينما المرء شهابٌ ثاقب ... ضرب الدهر سناه فخمد

  قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ} يعني فاسألهم وحاججهم {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا} يعني أيهم أشد خلقاً أهم أم من خلقته من السماوات والأرضين والملائكة {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ١١} وفي اللازب أربعة تأويلات: أحدها لاصق. والثاني: لزج. والثالث: لازق. والفرق بين اللاصق واللازق أن اللاصق الذي قد لصق بعضه ببعض واللازق هو الذي يلزق بما أصابه والرابع: لازم والعرب تقول طين لازب ولازم،

  ولا تحسبون الخير لا شر بعده ... ولا تحسبون الشر ضربة لازب

  قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ١٢} وفي عجبت قرآتان أحدهما بضم التاء وتكون عجبت مضافاً إلى الله سبحانه، وإن كان لا