البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الصافات مكية

صفحة 685 - الجزء 2

  يتعجب من شيء لأن التعجب من حدوث العلم والله سبحانه وتعالى عالم بالأشياء قبل كونها وفي هذا التعجب وجهان أحدهما: بل أنكرت. والثاني: أنهم قد حلوا محل من يتعجب منه.

  والقراءة الثانية: بفتح التاء كأنه قال: بل عجبتَ يا محمد. وفيما عجبت منه تأويلان أحدهما من الحق حين جاءهم ولم يقبلوه. والثاني: من القرآن حين أعطيه.

  قوله: {وَيَسْخَرُونَ ١٢} من النبي ÷ حين دعاهم ويجوز أن يكون من القرآن حين تلي عليهم.

  قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ١٣} يعني لا يبصرون ولا يتفكرون {وَإِذَا رَأَوْا ءَايَةً يَسْتَسْخِرُونَ ١٤} أي يستهزئون.

  قوله تعالى: {... وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ ١٨} أي صاغرون.

  قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} يعني إعادة الأرواح في الصور {فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ ١٩} يعني ينظرون سوء أعمالهم ويحتمل ينظرون البعث الذي كذبوا به {وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ٢٠} يعني يوم الجزاء والحساب {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢١} وإنما سمي يوم الفصل لأنه يفصل به بين الحق والباطل.

  قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني نساءهم الموافقات لهم في الكفر ويحتمل أن يكون المعنى وأشباههم يعني يضم أهل الكفر بعضهم إلى بعض في النار {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ٢٢ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من الرؤساء المتبوعين في الكفر، ويجوز ما كانوا يعبدون من الأصنام والأوثان {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ٢٣} أي إلى طريق النار ومعنى فاهدوهم أي دلوهم.

  قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ٢٤} ولما كان وقوفهم لسؤال