سورة الصافات مكية
  يتعجب من شيء لأن التعجب من حدوث العلم والله سبحانه وتعالى عالم بالأشياء قبل كونها وفي هذا التعجب وجهان أحدهما: بل أنكرت. والثاني: أنهم قد حلوا محل من يتعجب منه.
  والقراءة الثانية: بفتح التاء كأنه قال: بل عجبتَ يا محمد. وفيما عجبت منه تأويلان أحدهما من الحق حين جاءهم ولم يقبلوه. والثاني: من القرآن حين أعطيه.
  قوله: {وَيَسْخَرُونَ ١٢} من النبي ÷ حين دعاهم ويجوز أن يكون من القرآن حين تلي عليهم.
  قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ ١٣} يعني لا يبصرون ولا يتفكرون {وَإِذَا رَأَوْا ءَايَةً يَسْتَسْخِرُونَ ١٤} أي يستهزئون.
  قوله تعالى: {... وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ ١٨} أي صاغرون.
  قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} يعني إعادة الأرواح في الصور {فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ ١٩} يعني ينظرون سوء أعمالهم ويحتمل ينظرون البعث الذي كذبوا به {وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ٢٠} يعني يوم الجزاء والحساب {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢١} وإنما سمي يوم الفصل لأنه يفصل به بين الحق والباطل.
  قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} يعني نساءهم الموافقات لهم في الكفر ويحتمل أن يكون المعنى وأشباههم يعني يضم أهل الكفر بعضهم إلى بعض في النار {وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ٢٢ مِنْ دُونِ اللَّهِ} من الرؤساء المتبوعين في الكفر، ويجوز ما كانوا يعبدون من الأصنام والأوثان {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ٢٣} أي إلى طريق النار ومعنى فاهدوهم أي دلوهم.
  قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ٢٤} ولما كان وقوفهم لسؤال