البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة ص مكية

صفحة 697 - الجزء 2

  {... هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ٥٧} وليذوقوه مقدم ومؤخر وغساق يشدد سينه ويخفف، وذكروا أن الغساق ما يحرق كإحراق الجحيم ويقال إنه ما يغسق ويسيل من صديدهم وجلودهم وقرأ مجاهد {وَءَاخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ٥٨ هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ} هي الأمة بعد الأمة يدخل النار ثم قال: {لَا مَرْحَبًا} الكلام متصل كأنه يقول واحد فأما قوله: لا مرحباً بهم من قول أهل النار وهي مثل قوله: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا}⁣[الأعراف: ٣٨]، وهي أيضاً له، {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ١١٠}⁣[الأعراف]، فاتصل فرعون بقول أصحابه كما قال: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}⁣[يس: ٥٢].

  {مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا} معناه من شرع لنا من سن لنا هذا {فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ٦١} مجاهد. {.. أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} ولم يكونوا كذلك وقرئ باستفهام وغير استفهام وهو من الاستفهام ويطرحه.

  {... إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا} كأنك قلت: ما يوحى إلي إلا ذلك وإن شئت معنى آخر ما يوحى إلي إلا بأني نبي.

  يريد {... بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ} اجتمعت القراء على التثنية ولو قرئ: بيدي واحدة لجاز والواحد من هذا يكفي من الاثنين كذلك العينان والرجلان تكفي أحدهما من الأخرى لأن معناهما واحدة.

  {... قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ٨٤} ينصب وقد قرئ بالرفع في الأول والنصب في الثانية، روي عن مجاهد أنه قال: فالحق والحق أقول ثنّى والحق أقول يريد وأقول الحق ورفعه على إضمار والحق له وذكر عن ابن عباس أنه قال: فأنا الحق وأقول الحق.

  {... وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ٨٨} يريد نبأ القرآن لأنه حق، ونبأ محمد ÷ بعد حين بعد الموت وقبله لما ظهر الأمر غلبوه.