البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الزمر مكية

صفحة 700 - الجزء 2

  والكافر فجعل الذي فيه شركاء متشاكسون الذي يعبد آلهة مختلفين وقوله: {وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} المؤمن الموحد القوام سلماً وسلم وسالم متقاربان في المعنى {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا} فلم يقل مثلين لأنهما جميعاً ضربا مثل واحد فجرى المثل بينهما بالتوحيد ومثله: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً}⁣[المؤمنون: ٥٠]، ولم يقل آيتين لأن شأنهما واحد ولو قيل مثلين وآيتين جاز لأنهما آيتان في اللفظ.

  {... وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} الذي غيره وقف فكانت في مذهب أجمل في المعنى وفي حرف عبدالله (والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به)، الذي غيره وقف فهذا دليل أن الذي تأويل إجماع يحيى بن وثاب وأبو جعفر المدني.

  {... أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عِبَادَه} وقرأه الناس عبده وذلك أن قريشاً قالت للنبي ÷: إنا نخاف آلهتنا لسبك إياها فأنزل الله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} محمد ÷ كيف يخوفونك بمن دونه والذين جمعوا فقالوا: عباده قد همت أمم الأنبياء بهم ووعدوا بمثل هذا فقالوا لشعيب النبي صَلَّى الله عَلَيْه: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوءٍ}⁣[هود: ٥٤]، فقال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} محمد والأنبياء قبله À أجمعين.

  {... هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} و {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} ونوى فيه وأضيف وقوله: بأن الله بالغ أمره وموهن كيد الكافرين والإضافة معنى مضى من الفعل فإذا رأيت المعنى قد مضى من الفعل فأين الإضافة مثل: أخوك أخذ حقه عن قليل وأخذ كذا حقه عن قليل ألا ترى أنك لا تقول قاتل الله حمزة لأن معناه ماض ففتح لأنه اسم.