البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الفتح مدنية

صفحة 729 - الجزء 2

  معناه ولله جنود السماوات والأرض إشعاراً للمؤمنين أن لهم في جهادهم أعواناً لهم على طاعة ربهم.

  قوله تعالى: {... إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٨} يعني شاهداً على أمتك بالبلاغ وبشيراً بالجنة لمن أطاع ونذيراً من النار لمن عصى.

  قوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ} أي تجلوه وتنصروه {وَتُوَقِّرُوهُ} أي تعظموه {وَتُسَبِّحُوهُ} أي بالصلاة التي فيها التسبيح {بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٩} أي غدواً وعشيا، وقد مضى الاستشهاد في الأصل.

  قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} لأن بيعة نبيه في طاعة الله ø وإنما سميت بيعة لأنها عقد على الطاعة تشبيهاً بعقد البيع ولأن المبايع كأنه باع نفسه بالجنة {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} يعني قوة الله تعالى ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم، ويجوز ويد الله تعالى يعني منّة الله في الهداية فوق أيديهم بالطاعة {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} والنكث نقض العهد والكفر بعد الإيمان {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١٠} يعني ثواباً جزيلا.

  قوله تعالى: {... وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ١٢} أي هالكين قال حسان:

  لا ينفع الطول من نوك القلوب وقد ... يهدي السبيل سبيل المعشر البور

  قوله تعالى: {... يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} أي ما وعد الله ø نبيه من الفتح والظفر حين ظنوا ظن السوء به أنه يهلك ولا يظفر.

  قوله تعالى: {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} قيل إنهم هوازن وغطفان بحنين وقيل إنهم الروم.

  قوله تعالى: {... لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ} وكان السبب في هذه البيعة بيعة الرضوان تأخر من أرسله رسول الله ÷