سورة الفتح مدنية
  قوله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} يعني قريشاً {وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} يعني ومنعوكم عن الحرم عام الحديبية حين أحرم النبي ÷ وأصحابه بعمرة {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} يعني محبوساً {أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} يعني الحرم حيث ينحروا الهدي وكان سبعين بدنة {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ} يعني بمكة {لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ} بخيلكم وأرجلكم {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} يعني الغم والشدة. قوله تعالى: {لَوْ تَزَيَّلُوا} أي لو تميزوا.
  قوله تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} يعني قريشاً فحمية الجاهلية هي أنفتهم أن يقروا للرسول ÷ بالرسالة والاستفتاح بـ (﷽) على عادته بالفاتحة ومنعهم من دخول مكة {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} يعني الصبر الذي صبروا والإجابة إلى ما سألوا والصلح الذي عقدوا حتى عاد إليهم في مثل ذلك الشهر من السنة الثانية قاضياً لعمرته ظافراً بطلبته {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} وهي قول: لا إله إلا الله لأنهم كانوا يتقون بها غضب الله {وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} أي أحق بمكة.
  قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} كان رسول الله ÷ رأى في المنام أنه دخل مكة على هذه الصفة فلما صالح قريشاً بالحديبية ارتاب المنافقون حين قال النبي ÷: «فما رأيت في هذا العام» قال: {فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا} يعني فعلم أن دخولها إلى سنة ولم تعلموا {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ٢٧} يعني فتح خيبر، {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ءَامِنِينَ} خرج هذا الكلام إلى آخر الآية مخرج الحكاية، وقوله: {لَا تَخَافُونَ} أي غير خائفين وليس لا للنهي.