البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الفتح مدنية

صفحة 732 - الجزء 2

  قوله تعالى: {.. سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} أي آثار صلواتهم وسجودهم يبدوا في وجوههم ونور يكسوها الله ø {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} معناه أن كلا الأمرين مثل في التوراة والإنجيل {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} والشطء شوك السنبل والعرب تسميه السفا والبهما والثاني أنه السنبل فيخرج من الحبة عشر سنبلات وتسع وثمان، والثالث: هو أنه قراخه الذي يخرج من جوانبه ومنه شاطئ النهر لجانبه {فَآزَرَهُ} يعني فعاونه فشد فراح الزرع أصول النبت وقواها {فَاسْتَغْلَظَ} يعني باجتماع الفراح مع الأصول {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} أي على عوده الذي يقوم عليه فيكون ساقاً له {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} يعني بذلك رسول الله ÷ ومن آمن به وصدقه لأن ما أعجب المؤمنين من قوتهم كإعجاب الزراع بقوة زرعهم هو الذي غاظ المشركين منهم.

  قال الإمام الناصر لدين الله: