البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحجرات مدنية

صفحة 734 - الجزء 2

  حصن.

  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ} الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط وسبب نزولها فيه أن رسول الله ÷ بعث الوليد إلى بني المصطلق فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم فرجع إلى رسول الله ÷ فأخبره أنهم ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم رسول الله ÷ بعض أصحابه وأمره أن يتثبت ولا يعجل فانطلق الرسول حتى أتاهم ليلاً فبعث عيونه فلما جاءوه أخبروه أنهم متمسكون بالإسلام وسمعوا أذانهم وصلاتهم فلما أصبحوا أتاهم الرسول ÷ ورأى صحة ما ذكر له فرجع الرسول ÷ فنزلت هذه الآية.

  قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} أي لأثمتم ويحتمل أن يكون المعنى لنالتكم مشقة وشدة فإذا كانوا هم ورسول الله ÷ فيهم بهذه الصفة فأهل عصرنا هذا والله أسخف رأياً وأضعف عقولاً وأطيش أحلاماً فنسأل الله المعونة والمكافأة {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ} وإنما حببه بما جعل عليه من الثواب والمدح {وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} أي بما دل من الشواهد على صحته وأبان من الآيات على سلامته {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} يعني بما وصف الله تعالى من العقاب عليه والفسوق هو كل ما خرج به الإنسان عن طاعة ربه.

  قوله تعالى: {.. وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} هذه الآية نزلت في فريقين من الأنصار جرى بينهما أمر فأصلح النبي ÷ بينهم {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى} يعني بالتعدي