سورة الحجرات مدنية
  في القتال والعدول عن الصلح {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} أي إلى الصلح الذي أمر الله به ø {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩} أي اعدلوا إن الله يحب العادلين في قولهم وفعلهم.
  قوله تعالى: {.. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ} وفي هذه السخرية وجهان أحدهما: استهزاء والمعنى بالفقير إذا سأله. والثاني: استهزاء الفاسق المعلن بفسقه بالمسلم {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} يعني عند الله تعالى، {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} ولا يلمز بعضكم بعضاً واللمز الطعن أي لا يطعن بعضكم على بعض {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} والنبز هو وضع اللقب المكروه على الرجل ودعاؤه به وقيل: هذه الآية نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان في أذنيه ثقل فكان يدنو من رسول الله ÷ حتى يسمع حديثه فجاء ذات يوم وقد أخذ الناس مجالسهم فقال: تفسحوا، ففعلوا إلا رجلاً كان بين يدي رسول الله ÷ لم يفسح وقال: أصبت موضعاً فنبزه بلقب كان لأمه مكروهاً فنزلت هذه الآية، ومن النبز أن يعيّر الرجل بعد إسلامه بما سلف من شركه ويسميه بعد إسلامه باسم دينه قبل إسلامه؛ فأما مستحب الألقاب ومستحسنها فغير مكروه.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ} يعني ظن السوء بالمسلم توهماً من غير أن يعلمه يقيناً {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} يعني إن ظن السوء إثم {وَلَا تَجَسَّسُوا} هو أن يتبع عثرات المؤمن ويبحث عما خفي حتى تظهر.
  والفرق بين التجسس بالجيم والتحسس بالحاء أن التجسس بالجيم هو البحث ومنه سمي الجاسوس لأنه يبحث عن الأمور والتحسس بالحاء هو ما أدركه الإنسان ببعض حواسه.