سورة الحجرات مدنية
  {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} والغيبة على ثلاثة أوجه في كتاب الله تعالى والإفك والبهتان فأما الغيبة فأن تقول في أخيك ما فيه والإفك أن تقول فيه ما بلغك، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه، وسئل رسول الله ÷ عن الغيبة فقال: «أن تقول في أخيك ما فيه فإن كنت صادقاً فقد اغتبته وإن كنت كاذباً فقد بهته».
  قوله تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} أي كما يحرم أكل لحمه ميتاً فكذلك تحرم غيبته حياً.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} قيل إن الشعوب النسب الأبعد والقبائل النسب الأقرب قال الشاعر:
  قبائل من شعوب ليس منهم ... كريم قد يعد ولا نجيب
  وسموا شعوباً لأن القبائل تشعب منها {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} يعني أن الفضل والكرم بالأفعال لا بالأنساب.
  قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} خوف السيف وذلك أنهم منوا على رسول الله ÷ فقالوا: لم نقاتلك فقال الله ø لنبيه {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} خوف السيف لأنهم آمنوا بألسنتهم دون قلوبهم فلم يكونوا مؤمنين وتركوا القتال فصاروا مستسلمين لا مسلمين.
  قوله تعالى: {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} أي لا ينقصكم من ثواب أعمالكم، ولا ينقصكم أجور أفعالكم قال الشاعر:
  وليلة ذات ندى سريت ... ولم يلتني عن سراها ليت