سورة ق مكية
  والشعير وكل ما يحصد من الحبوب. {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} والباسقات الطوال شعراً:
  يا ابن الذين بفضلهم ... بسقت على قيس فزارة
  أي طالت عليهم {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ١٠} النضيد المتراكم المنظوم {رِزْقًا لِلْعِبَادِ} يعني ما أنزله من السماء من ماء مبارك وما أخرجه من الأرض من نبات وحب الحصيد وطلع نضيد {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ١١} جعل ذلك كله دليلاً على البعث والنشور من وجهين أحدهما: أن النشأة الأولى إذا خلقها من غير أصل كانت النشأة الثانية بإعادة ما له أصل أهون والثاني أنه لما شوهد من قدرته إعادة ما مات من زرع ونبات كان إعادة ما مات من العباد أولى للتكليف الموجب للجزاء.
  قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ} أما الرس ففيه وجهان أحدهما أنه كل حفر في الأرض من قبر أو بئر. والثاني: أنه البئر الذي لم يطو بحجر ولا غيره، وأما أصحاب الرس فإنهم قتلوا أصحاب ياسين في دار لهم ودسوه {وَثَمُودُ ١٢} وهم قوم صالح وكانوا عرباً بوادي القرى وما حولها وهو مأخوذ من الثمد وهو الماء القليل قال النابغة:
  واحكم بحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام سراع واري الثمد
  {وَعَادٌ} وهو اسم رجل من العماليق كثر ولده فصاروا قبائل وكانوا باليمن بالأحقاف، والأحقاف الأرمال وهم قوم هود {وَفِرْعَوْنُ} كانوا من أبناء مصر، وروينا أنه عاش ثلاثمائة سنة منها مائتان وعشرون سنة لا