سورة ق مكية
  والوسوسة كثرة حديث النفس في خفاء مما لا يتحصل {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦} أي ونحن أعلم بما يوسوس به من نفسه من حبل وريده الذي هو من نفسه لأنه عرق يخالط القلب فعِلْم الله أقرب إليه من عِلْم القلب وهو الوريد وهذا الوريد وريدان في العنق أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال ويحتمل أن يكون المعنى ونحن أملك به من وريده الذي هو منه.
  قوله تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧} يعني الملائكة الحفظة وهم أربعة ملكان بالنهار وملكان بالليل يتلقيان الأعمال من الحسنات والسيئات والقعيد الرصيد.
  {.. وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ١٩} وهو ما رآه من المعاينة من ظهور الحق، والحق هو الموت ذلك ما كنت منه تحيد أي يحيد من الحق فظهر له الحق عند المعاينة ومعنى تحيد تتنحى قال عدي:
  ولقد قلت حين لم يك عنه ... لي ولا للرجال عنه محيد
  {.. وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ٢١} والمراد بالسائق والشهيد العمل لأنه يسوقه إلى الجنة والنار.
  قوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} يعني الكافر العاصي كان في غفلة من عواقب أمره ومصائر كفره {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ٢٢} يعني بما رأى من أهوال يوم القيامة وآياته التي يجن أن يشك معها في قدرة الله شاك فبصرك اليوم حديد أي علمك لا يزيله شك ولا شبهه.
  قوله ø: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ٢٣} يعني بقرينه