سورة الواقعة مكية
  {ءَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ٧٢} يعني المحدثون {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} أي تذكرة للنار الكبرى {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ٧٣} أي إنما يقال للمسافرين المقوين إذا نزلوا القوى وهي الأرض القفر التي لا نبات فيها والنار هي منفعة الحاضر والمسافر ويقال قد أقوى الدار إذا خلت من أهلها وأقوى الرجل إذا ذهب ماله قال النابغة:
  يقوي بها الركب حتى ما يكون لهم ... إلا الزناد وقدح القوم مقتبس
  قوله تعالى: {.. فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥} وذلك أن الله أقسم في القرآن بمخلوقاته فكأنه أقسم بقدرته وعظمته لما بان في خلقه من ذلك ما لا يقدر عليه غيره و (لا) صلة زائدة وتقديره فأقسم بمواقع النجوم ومواقع النجوم أراد به نجوم القرآن من الله تعالى لأنه كان ينزل على الأوقات لأنه كان ينزل على الأوقات المختلفة.
  {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦} يعني أن القرآن عظيم {إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ ٧٧} عند الله عظيم النفع للناس {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ٧٨} أي في حفظ علم محفوظ لا يتغير ولا يتبدل {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ٧٩} يعني المطهرون من الأحداث.
  {.. أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ٨١} أي منافقون في التصديق به {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ٨٢} والرزق يعني الشكر وروينا عن آبائنا $ أن أمير المؤمنين ~ قرأ: (وتجعلون شكركم أنكم تكذبون).
  قوله تعالى: {... فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ٨٦} أي غير مجزيين بأعمالكم ولا محاسبين على أعمالكم ترجعون النفس بعد موتها.