سورة الحديد مدنية
  الْعَذَابُ ١٣} وقد ضرب الله ذلك بين أهل الجنة والنار وذلك من إنعام الله تعالى على أهل الجنة ليعلموا أن الذي قد أعطوا كان بحسن أفعالهم وانتقام من الكفار لأنهم إذا أبصروا أهل الجنة وما هم فيه من النعمة كان ذلك أشد عليهم منهم إذا لم يروا ولم ينصروا ففي اقتراب أهل الجنة من أهل النار من الحكمة ما ذكرناه.
  {يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} يعني نصلي مثل ما تصلون ونغزوا مثل ما تغزون ونفعل مثل ما تفعلون {قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} أي بالمعاصي واتباع هوى نفوسكم في شهواتها وَتَرَبَّصْتُمْ بالنذير إليكم من الأنبياء والأئمة $ {وَارْتَبْتُمْ} أي شككتم في أمر الله ø {وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ} يعني في الدنيا حيث أصررتم على الذنوب ولم تتوبوا وزعمتم أنه سيغفر لكم من الإنابة والتوبة {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} أي الموت {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ١٤} أي النفس المتبوعة في هوائها.
  قوله تعالى: {.. أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} ومعنى ألم يأن ألم يحق قال الشاعر:
  ألم يأن لي يا قلب أن نترك الجهلا ... وأن يحدث الشيب المنير لنا عقلا
  وتخشع تلين قلوبهم لذكر الله وتذل من خشية الله، وهذه الآية نزلت في المنافقين الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم.
  {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} وهذا مثل ضربه الله تعالى لإحياء الموتى، وروي أن رسول الله ÷ سئل كيف يحيي الله الأرض بعد موتها؟ فقال #: «أما مررتم بوادي محلا ثم مررتم به خضراً يهتز؟» قالوا: نعم قال: «كذلك يحيي الله