البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحديد مدنية

صفحة 778 - الجزء 2

  الموتى».

  {.. وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} أي المؤمنون بتصديق الله ورسله {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} والشهداء عند ربهم كلام مستأنف وهم الأنبياء والأئمة $ يشهدون على أممهم بالتصديق والتكذيب.

  {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} لأن كل ما عدا الأعمال الصالحة فهو لهو ولعب.

  قوله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} أي إلى التوبة التي تؤدي إلى المغفرة.

  قوله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} وفضل الله الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض.

  قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٢٢} فمصيبة الأرض الجدب والقحط والغلا وما في الأنفس الأمراض والقتل والموت إِلَّا فِي كِتَابٍ أي في علم محفوظ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا أي من قبل أن نخلق الأنفس والأرض، ويحتمل وجهاً آخر يعني من قبل أن تخلق المصائب.

  قوله تعالى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} من العافية والدنيا التي لم تقدر لكم لإقضاء مصلحتكم {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا ءَاتَاكُمْ} من العوافي والنعم التي لا توجب الفرح بها لفنائها وقلة بقائها وليس أحد إلا يفرح ويحزن ولكن الثواب لمن جعل المصيبة صبراً والخير شكراً.

  {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} وهذه الآية نزلت في اليهود بخلوا بما في التوراة من صفة محمد ÷ وأمروا الناس بكتمانه وهذه عامة فيمن كان عنده حق لله ø فبخل به.