سورة ن مكية وبعضها مدنية
  الوليد بن المغيرة وروينا عن آبائنا $ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ أنه قال: المال والبنون حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة.
  {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ١٥} يعني أحاديث الأولين وعنى بالآيات القرآن {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ١٦} والمراد به سمة سوداء تكون على أنفه يوم القيامة يتميز به من بين الناس كما قال: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}[الرحمن: ٤١].
  قوله ø: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} يعني بلونا أهل مكة بالجوع كرتين حتى عادت رماداً فضرب الله لهم مثلاً وشبههم بأصحاب الجنة {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ١٧} وهذه الجنة كانت حديقة باليمن بقرية يقال لها ضروان بينها وبين صنعاء اثني عشر ميلاً وكانت لشيخ من بني إسرائيل له بيوت فكان يمسك منها قدر كفايته وكفاية أهله ويتصدق بالباقي فجعل أولاده يلومونه ويقولون لئن ولينا لنفعلن وهو لا يعطيهم إلى أن مات فورثوها فقالوا: نحن أحق بها لكثرة عيالنا من الفقراء والمساكين وأقسموا ليصرمنها مصبحين أي حلفوا ليقطعوا ثمرها حتى يصبحوا {وَلَا يَسْتَثْنُونَ ١٨} حق المساكين ولا يقولون إن شاء الله.
  {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ} أي أمر من أمر ربك ونوع من عذابه {وَهُمْ نَائِمُونَ ١٩} أي ليلاً وقت النوم والطائف لا يكون إلا ليلاً {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ٢٠} يعني كالرماد الأسود وقيل: كالليل المظلم، قال الشاعر:
  علام تقول عاذلتي تلوم ... تؤرقني وما انكشف الصريم