سورة الجن مكية
  لا شيء ينفعني من دون رؤيتها ... هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا
  وهو قوله حكاه الله عن الجن لقوة إيمانهم وصحة إسلامهم.
  وروينا أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ كان جالساً ذات يوم إذ مر به رجل فقال لأصحابه: (أتعرفون هذا الرجل؟) قالوا: ومن هو يا أمير المؤمنين؟ قال: (هو سواد بن قارب رجل من أهل اليمن له شرف وذكر) فاستدعاه أمير المؤمنين - # وقال له: (أنت الذي سمعت الهاتف في نومك بظهور النبي - ÷؟) قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: بينا أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني آت فضربني برجله ثم قال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب، يدعونا إلى الله وإلى عبادته ثم أنشأ يقول:
  عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس بأقتابها
  تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما صادق الجن ككذابها
  فارحل إلى الصفوة من هاشم ... فليس قدماها كأذنابها
  قلت في النوم: دعني أنام فقد أمسيت ناعساً ولم أرفع بما قال رأساً؛ فلما كان الليلة الثانية أتاني فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته ثم أنشأ يقول:
  عجبت للجن وتخبارها ... وشدها العيس بأكوارها
  تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنو الجن ككفارها
  فارحل إلى الصفوة من هاشم ... بين روابيها وأحجارها