سورة القيامة مكية
  والبلاء بالبلاء ولأنه اجتمع عليه أمران شديدان وهو أن الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ٣٠} أي المنطلق.
  {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١} وهذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام لعنه الله يعني فلا صدق بكتاب الله وبرسوله ولا آمن بالمرسل {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢} يعني كذب الرسل وتولى عن المرسل {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣} يعني أبا جهل ذهب يتبختر وهو أن يكون مطاه والمطي الظهر وجاء النهي عن سيرة المطيطي وذلك أن يلقى الرجل يده مع اليد في مشيته.
  {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٤} وروينا أن رسول الله ÷ لقي أبا جهل لعنه الله ببطحاء مكة وهو يتبختر في مشيته فدفع في صدره وقال له: «أولى لك فأولى» فقال أبو جهل: إليك عني أتوعدني يا ابن أبي كبشة وما تستطيع أنت وربك الذي تزعم أنه أرسلك نبياً فنزلت فيه هذه الآية، وقوله: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٤} يعني وليك الشر وهذا وعيد على وعيد قالت الخنساء:
  هممت بنفسي بعض الهموم ... فأولى لنفسي أولى لها
  سأحمل نفسي على آلةٍ ... فإما عليها وإما لها
  {.. أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ٣٦} يعني مهمل لا يفترض عليه عمل وملغى لا يؤمر ولا ينهى وغيب لا يحاسب ولا يثاب ولا يعاقب قال الشاعر:
  فأقسم بالله جهد اليمين ... ما ترك الله شيئاً سدى