البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة انشقت مكية

صفحة 880 - الجزء 2

  يعني من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة قال الشاعر:

  وما المرء إلا كالشهاب وضوءه ... يحور رماداً بعد أن كان ساطع

  {.. فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ١٦} هو الحمرة {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ١٧} أي جمع قال الشاعر:

  إن لنا قلائصاً نثانقاً ... مستوسقات لم يجدن سائقا

  وقد يكون وسق بمعنى عمل قال:

  ويوماً ترانا صالحين وتارة ... يقوم بنا كالواسق المتلبث

  أي كالعامل {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ١٨} أي استدار {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ١٩} يعني حالاً بعد حال فطيماً بعد رضيع وشيخاً بعد شباب قال الشاعر:

  كذلك المرء إن ينسى له أجل ... يركب على طبق من بعده طبق

  ورخاء بعد شدة وشدة بعد رخاء وغنى بعد فقر، وفقر بعد غنى، وسقماً بعد صحة وصحة بعد سقم.

  قوله تعالى: {... وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ٢٣} أي بما يسرون في قلوبهم ... {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ٢٥} أي غير مقطوع ولا مكدر بالمن والأذى.