سورة الفجر مكية
  وحَجْر الولي لأنه المنع من التصرف في المال إما لسفه أو لصغر، و (هل) في هذا المكان بمعنى (إن) يعني إن في ذلك قسم لذي حجر.
  {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ٧} وإرم اسم القرية التي كانوا بها وذات العماد أراد بها البناء الرصين المحكم بالعماد، وروينا عنه كلاماً أنه قال: أنا شداد بن عاد وأنا الذي رفعت العماد وشددت بذراعي بطن واد وأنا الذي كنزت كنزاً على سبعة أذرع لا يخرجه إلا رجل من ذرية محمد الهاد.
  {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ٨} يعني مثل قوم عاد لطولهم وشدتهم {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ٩} يعني قطعوا الصخر ونقبوه ونحتوه حتى جعلوه بيوتاً قال الله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ١٤٩}[الشعراء]، شعراً:
  هم ضربوا في كل صماء صخرة ... بأيد عظيمات شداد السواعد
  وقال آخر:
  ولا رأيت قلوصاً بعدما حملت ... ستين وسقاً ولا جابت به بلدا
  وأما الوادي فهو وادي القرى، وروينا عن آبائنا $ أن رسول الله ÷ مر بوادي القرى في غزوة تبوك وهو على فرس أشقر فقال: «أسرعوا السير فإنكم في واد ملعون».
  {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ١٠} والمراد بالأوتاد جنوده وعساكره وقيل إنه كان يعذب الناس بالأوتاد يتدهم في أيديهم وأرجلهم.
  {... فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ١٣} أي سلط عليهم مثل العذاب بالسوط.