البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الفلق مدنية

صفحة 923 - الجزء 2

  وكل إليه» يعني من نفث وهو يريد به السحر كان حكمه كما ذكر ÷ وأما من نفث وهو يريد به الاستشفاء فليس بداخل في السحر.

  {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥} أما الحسد فهو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها وهو منهي عنه والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل والحسد شر مذموم والمنافسة رغبة مباحة في صالح الأعمال، وأما تنافس في منافسة الدنيا فلا.

  وقال سيدنا رسول الله ÷: «المؤمن يعبد والمنافق يحسد» وإنما أمرنا بالاستعاذة من شر حاسد إذا حسد لأنه ربما حمله فرده الحسد على إيقاع بالشر بالمحسود فأول من حسد قابيل أخاه هابيل حتى قتله نعوذ بالله من شر ما استعذنا من شره.