سورة الناس هي مثل الفلق
  النبي ÷ ذكر المهلكات وذكر منها هوىً مُتّبع هو الذي يقود إلى النار فأمر بالاستعاذة منه، وكذلك الوسواس وسواس الإنسان من نفسه الذي يحدث به نفسه. وروينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله تجاوز لأمتي ما وسوست به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به». والثاني: الوسواس من شياطين الإنس الذي يغوي ويضل ويدعو إلى المعصية وينهى عن الطاعة وأصل الوسوسة الصوت الخفي قال الأعشى:
  تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت ... كما استعان بريح عشرق رجل
  ومنه سمي الموسوس إذا غلبت عليه المرأة. {.. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ٦} يعني بالجنة ما اجتن في النفس من الشهوة والهوى يقال: جننت الشيء إذا سترته وسميت الجنة جنة لأنها تستر من السلاح والناس يعني من شياطين الناس على ما ذكرنا. وروينا عن آبائنا $ أن سيدنا رسول الله ÷ كان يعوّذ الحسن والحسين $ فيقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» ونحن نستعيذ بالله مما عوّذه ونستمده جميل ما عوّذ، وفقنا الله وقارئه لتدبّر ما فيه وتفهّم معانيه، فبه توفيقنا وعليه توكلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير.
  تمّ تفسير البرهان بحمد الله العزيز المنّان، فله الحمد على كل حال ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله خير آل. وكان الفراغ منه صبح يوم الأحد ثامن وعشرين شهر جمادى الأولى من سنة ستين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم.