شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 31 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

  

  بالله تعالى أستعين وأتوكل. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

  الحمدلله الذي جعل العقول سُرُجاً للمتوسمين، وحججاً قاطعة للملحدين، وعِصَماً متينة للمتمسكين، وقِسَماً مُبَيَّنة للمكلفين، تخبو لها الأنوار الساطعة، وتربو بها الأقطار الواسعة، تَهْدِي الناظر بها طرائق النعمة، وتؤدي إلى المشاور بها شرائف الحكمة، ومن أجَلِّ تلك الفوائد، معرفةُ بارئها القديم الواحد، التي عجزت عن اقتناص كنهه بفحصها، ورجعت خاسئة في اقتماصٍ من حرصها.

  ولما اتصل بنا كلام في التوحيد للإمام الباسل، السيد الفاضل، أبي الحسين يحيى بن الحسين وصله الله بأسنى الكرامات، وأحله من الجنة أعلى